سيناريو فيلم ..
افهموني غلط ...
تأليف
سعدي صالح البريفكاني
الامارات العربية المتحدة- هاتف 00971559160880- ايميل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المشهد 1
خارجي - شارع في حي شعبي مصري-نهار .. صباح باكر
لقطة عالية
.. جميع الشخصيات متوقفة عن الحركة .. المحلات والاشخاص .. والاطفال .. وكأن المشهد هو جزء من احد متاحف تماثيل الشمع .. الكاميرا تبدأ بالنزول بالاقتراب من الشارع ومركز اللقطة عربية الفول التي يتجمع حولها العديد من ابناء الحي .. تستمر الكاميرا في النزول والاقتراب مع صوت دقات ثواني الساعة .. تكبر اللقطة مع دقة كل ثانية .. الى ان تركز اللقطة على طبق فارغ في اليد اليسرى للعم رضا, بائع الفول, وفي يده اليمنى الملعقة الكبيرة ((الكبشة)) التي يخرج بها الفول من القدر .. وهي مملؤة بالفول .. تتحرك اللقطة ويرتفع صوت الشارع مع سقوط حبات الفول في الصحن.. الناس حول عربة الفول يسببون ضجة ولغطا جميلا ..
العم رضا
واحلى فول لاحلى ناس .. تفضل يا استاذ حسن يا امير ..
يأخذ الاستاذ حسن وهومدرس متقاعد.. جاوز الستين ويبدو معتل الصحة وبطيء الحركة صحن الفول من يد العم رضا ..
الاستاذ حسن
صباحك رضا يا عم رضا ..
تتدافع الصحون الى يد العم رضا .. وتتزاحم الاصوات والايدي والصحون المختلفة الاحجام والالوان..
اصوات الحشد
عم رضا .. بنص جنيه فول .. عم رضا ربنا يخليك بسرعة ..
العم رضا
حاضر حاضر .. كله هياكل بس بالدور..
لقطة متابعة كبيرة
الاستاذ حسن يمشي ببطء والكاميرا تتبعه .. وفي يده طبق الفول وكيس فيه الخبز .. حركة الشارع نشطة حوله .. يسلم الاستاذ حسن على اهالي الشارع .. وعلى اصحاب المحلات .. يصل الى القهوة .. فيسلم على((حوده )) الصبي العامل في القهوة .. الذي يقوم باخراج الكراسي من القهوة ..
الاستاذ حسن
صباح الخير .. يا حوده يابني ..
حوده
يا صباح الورد يا استاذ حسن ... صباحك فل ..
يستمر الاستاذ حسن الى متجها الى بيته .. تسلم عليه سيدة من المارة من اهل الحي ..
السيدة
صباح الخير يا استاذ حسن ..
الاستاذ حسن
صباح النور يا ام ياسر ..
يدخل الاستاذ حسن مدخل المبنى الذي يسكن فيه .. فتتركه الكاميرا وترتفع الى الاعلى .. قرب الجدار .. وخلال حركة الى الاعلى .. يظهر شباك مفتوح في الطابق الاول .. ورجل نحيل بالفانية يحرك ذراعيه ويديه بحركة رياضية عشوائية .. وتصل الكاميرا الى شباك مغلق في الطابق الثاني .. وفي الداخل ...
صوت عيشة زوجة الاستاذ حسن وهي تنادي ابنها اسامة محاولة ايقاظه ..
عيشة
اسامة .. يا اسامة .. اصحى يابني .. اسامة ..
تدفع عيشة طرفي الشباك بيديها .. وتفتحه .. وهي سيدة تجاوزت الخمسين . وجهها جميل ويدل على الطيبة ..
تلتفت عيشة الى سرير ابنها فتتحول اللقطة الى الداخل ..
المشهد 2
داخلي .. بيت الاستاذ حسن .. غرفة نوم اسامة – نهار
غرفة بسيطة .. فيها سرير ودلاوب وطاولة عليها كومبيوتر بشاشة قديمة ..
تقترب عيشة من سرير اسامة
عيشة
يلا يا بني تعبتني معاك .. اسامة ..
تحرك عيشة كتف اسامة بحنان .. اسامة شاب وسيم في بداية الثلاثينات من عمره .
عيشة
يللا يابني ..
يتحرك اسامة قليلا ويرد على والدته بكسل ..
اسامة
حاضر يا ماما .. حاضر .. انا صاحي .. بس مش قادر اقوم ..
يسمع صوت الباب وهو يغلق .. يبدو ان الاستاذ حسن قد دخل البيت واغلق الباب ..
عيشة
يللا يابني .. قوم بقا .. ابوك جايب الفطار .. قوم يللا عشان تفطر وتروح شغلك .. انت تأخرت.
يتململ اسامة .. ويبتسم حين يرى وجه امه الجميل ..
اسامة
صباح الخير يا ماما ..
تبتسم عيشة ايضا ..
عيشة
صباح الخير يا حبيبي .. يلا قوم .. عشان تفطر وتلحق شغلك ..
يسمع صوت الاستاذ حسن .. يأتي من الخارج ..
صوت الاستاذ حسن
يا عيشة .. انت فين ..؟؟
عيشة
انا هنا يا حاج .. جايالك ..
تخاطب اسامة .. وهي تهم بالخروج من غرفة اسامة ..
عيشة
ما تنامش تاني يا ضنايا .. عشان باباك ما يجيش يصحيك ..
اسامة
مش هنام خلاص ..
تخرج عيشة من الغرفة ..
اسامة يقعد في سريره .. ويمسح وجهه بيديه ثم يفرك فروة رأسه ليتنشط .. ثم يمد يده الى الطاولة بجانب السرير .. ويلتقط هاتفه المتنقل .. وينظر اليه ليعرف الوقت .. فيكتشف ان الوقت قد تأخر قليلا .. فيضع هاتفه بجانبه على السرير بحركة آلية ويقفز خارجا من سريره .. ويلتقط منشفته .. من علاقة الثياب خلف الباب ..
يخرج من الغرفة بنشاط وبَشاشة ...
المشهد 3
داخلي .. بيت الاستاذ حسن .. الصالة- نهار
يمشي اسامة خلال الصالة .. ويتجاوز الركن الذي توجد فيه طاولة السفرة الصغيرة والتي يجلس اليها والده .. وقد وضع امامه صحن الفول .. وارغفة الخبز .. لكن لم يأكل وهو ينتظر الشاي والجبنة ..
اسامة
صباح الخير .. يا بابا ..
الاستاذ حسن
صباح الخير يابني .. يللا اغسل وشك بسرعة .. عشان تفطر معانا ..
اسامة
انا تاخرت يا بابا .. كلوا انت وماما ..
تخرج عيشة من باب المطبخ وهي تحمل صينية صغيرة فيها ابريق الشاي والكاسات وطبق صغير فيه جبنة بيضاء ..
عيشة
تعال يابني كل لقمتين بسرعة .. وبعدين انزل ..
تجلس عيشة وتضع الصينية الصغيرة طاولة السفرة ..
اسامة
يا ماما .. تلاقي أحمد مستني تحت .. هنفطر انا وهو في المكتب ..
يخرج اسامة من الجانب الاخر للكادر ..
تخرج عيشة طبق الجبنة من الصينية .. وتضعها امام الاستاذ حسن ..
الاستاذ حسن
تسلم ايدك .. يا عيشة ..
عيشة تبتسم ..
عيشة
اصب لك الشاي في الكباية الكبيرة ولا الصغيرة ..
الاستاذ حسن
لا في الصغيرة .. بس نص معلقة سكر وبس.
المشهد 4
داخلي .. بيت الاستاذ حسن .. غرفة نوم اسامة – نهار
يدخل سامة غرفته بخفة وهو يغني .. وشعره مبلل .. وهو يجففه بالمنشفة ..
يلتقط هاتفه المتنقل من سريره ويتفاجأ بعدد المكالمات المفودة من أحمدعمرو زميله ..
اسامة
يا خبر ابيض ستة مسيد كول .. ده هيموتني ..
يهم اسامة الى علاقة الثياب ويعيد المنشفة الى مكانها .. ويلتقط قميصه يسمع صوت منبه سيارة أحمد عمرو يصدر من الشارع .. يتجه اسامة مهرولا الى الشباك .. وفي يده القميص ..
ينظر اسامة الى الشارع من خلال شباك الغرفة .. فيرى احمد عمرو قد اطل برأسه من الشباك الجانبي للسيارة القديمة وهو نظر الى شباك غرفة اسامة ..
يحرك عمرو يده بعصبية ملوحا لاسامة ..
اسامة
والله اسف يا عم ..اهوه .. جاي لك .. بس البس .. ونازل ..
يسمع صوت احمد من الشارع
أحمد
يا عم اخرتنا حرام عليك ..
اسامة
حاضر .. حاضر .. نازل لك ..
يعود احمد ويخلع التي شيرت الذي كان يرتديه بسرعة .. ويبدأ بلبس القميص ..
المشهد 5
خارجي .. الشارع .. الحي الشعبي – نهار
سيارة أحمد متوقفة في الشارع .. ويصدر منها صوت اغاني شعبية صاخبة .. الناس تتحرك من جانب السيارة .. اصبحت حركة الشارع انشط من الحركة في المشهد الاول .. يدخل اسامة الى الكادر مهرولا وفي يده حقيبة جلدية للاوراق .. ويفتح الباب المجاور للسائق .. ويجلس في السيارة ..
المشهد 6
داخلي .. داخل سيارة أحمد عمرو – نهار
اسامة
السلام عليكم ..
أحمد عمرو شاب ممتليء .. يضع نظارات طبية .. وهو في سن قريبة من سن اسامة .. يبدوا عليه الانزعاج بسبب تأخر اسامة ..
أحمد
وعليكم السلام .. بصيت على تليفونك ..؟؟ شفت كم ميسد كول انا عامل لك .. انت كنت نايم ولا ايه .. ؟؟
اسامة
والله انا كنت ضابط المنبه بتاع الموبايل بس مش عارف مسمعتوش ازاي ..
يقود أحمد السيارة ..
أحمد
شكلك كنت سهران ..
اسامة ينظر الى أحمد ..
اسامة
ودي اول مرة افضل سهران يعني .. ؟؟ مَا انا كل يوم سهران ..
أحمد
سهران عالنت .. ؟؟
اسامة
لا طبعا .. مَ انت عارف الشغل بتاع مكتب الطباعة .. كان في بحوث بأطبعها .. اهوو بنطلع كم جنيه تساعد في مصاريف البيت ..
أحمد
انا عارف يا اسامة ... بس يا اخي لازم تنام كويس عشان تشتغل كويس ..
اسامة
هو يعني في حد مش عايز ينام كويس .. ولا ياكل كويس .. بس زي ما انت شايف .. ايـــــــجار البيت .. والمصاريف ودوا القلب بتاع الحاج .. مصاريف جامدة .. والمرتب .. وشغل الطباعة والفلوس الي بتبعتهم اختي يسرى كل شهر .. يا دوبك تسد ..
يهرب اسامة بوجهه الى الجهة المعاكسة لأحمد ..
أحمد يصمت لبرهة .. وهو يشعر بهَم اسامة .. ثم يحاول ان يغير الموضوع ..
أحمد
والفيس بوك عامل ايه ..؟؟ حد كتب موضوع جديد امبارح ..؟
اسامة
هو انت مادخلتش امبارح ؟؟
احمد
لا دخلت بس ما فتحتش حبيبتي يا مصر ..
اسامة
حبيبتي يا مصر .. انا مقدرش لازم كل يوم افتح الجروب ..
احمد
طبعا يا عم مش انت الي عامل الجروب ... لازم تدخل كل يوم ..
اسامة
اسمع يا سيدي .. حنان كانت كاتبة موضوع جميل ..
احمد
حنان عبدالواحد .. ؟؟
اسامة
ايوه هي .. كانت كاتبة عن حقوق الرجل .. وان الراجل قريب هيطالب بالمساواة ..وهيناضل عشان ياخذ حقوقه ويتساوى مع الس في المجتمع ..
أحمد يتكلم بين التهكم والجدية ..
أحمد
ربنا يبشرك ويبشرها بالخير .. يعني مش كفاية الخلع الي طلعولنا بيه .. دلوقت الراجل هيطالب بالمساواة ..؟؟ يا عم اسامة ارحمونا .. يعني الواحد شغال في الصحافة ويجي كمان يعمل مواقع وجروبات للثقافة والصحافة والنقاشات الي لا بتودي ولا تجيب ..
اسامة لا يقتنع بكلام احمد ..
اسامة
امال نعمل ايه يا استاذ احمد عمرو يا فيلسوف يا كبير ..
أحمد
يا استاذ اسامة .. هو الصحفي والمثقف مش بشر زيه زي التانيين ..
اسامة
طيب .. محدش قال غير كده .. ؟؟
احمد
طيب مهو كل البشر بيشتغلوا ... ووقت الشغل للشغل ووقت الراحة للراحة .. يعني الواحد يجي للنت بدل ما يتسلى وينسى التوتر بتاع الشغل .. يجي كمان يتكلم في الشغل .. ؟؟ ويتناقــش ويوجع راسه ..
اسامة لا يحب كلام احمد لكنه يرد بتهكم وظرف ..
اسامة
طيب يا عم احمد .. كل الكلام ده عشان عاملين جروب صغير عالفيس بوك .. ؟؟
احمد
يا عم مش ده قصدي .. مثلا .. مثلا .. حضرتك من الصبح مواضيع .. ونقاشات .. واصلا منتهك اهم حق من حقوق الانسان ..
اسامة
يا فتاح يا عليم يا راق يا كريم .. انتهاك حقوق انسان مرة وحدة .. ؟؟
أحمد
طبعا .. مش اول بند من حقوق الانسان بيقول .. من حق كل انسان ان يأكل ..؟؟
اسامة
ايوه صح ..
أحمد
طيب .. انت مموتني من الجوع .. ان لسه ما فطرتش يا عم .. ارحمني .. ههههههه
اسامة يضحك ايضا ..
اسامة
هههههههههه .. يابني .. مش لما نوصل عند المكتب .. ونروح نفطر عند عم زكريا ..
يتعكر مزاج وتتغير ملامح احمد عندما يسمع اسم العم زكريا ..
احمد
مش بقولك انت مزعج .. ومنتهك لحقوق الانسان .. انت خطر لى البشرية بتهدد الامن العالمي؟
مازال اسامة يضحك .. على تغير ملامح وجه أحمد يعرف انه يخبيء نكتة .. او تعليقا طريفا سيطلقه قريبا ..
اسامة
انا يا بو حميد .. ؟؟
أحمد
طبعا .. انت .. يعني تجوعنا . تجوعنا .. وبعدين تودينا ناكل فول وطعمية .. دا انتهاك تاني لحقوق الانسان .. يا مجرم .. يا سفاح ..
اسامة يضحك ..
تخرج السيارة من الكادر ..
المشهد 7
داخلي – داخل مطعم العم زكريا الشعبي – نهار
المطعم مزدحم .. وعند احدى الطاولات يجلس كل من أسامة وأحمد عمرو .. وتناولان الفطور المتكون من الفول والطعمية ..
أحمد يأكل بدون شهية ويحرك لقطة الخبز في الطبق ..
يلمحه اسامة ..
اسامة
ما تاكل يابني انت قاعد ترسم لوحة في الطبق .. ؟؟ كل هتأخرنا ..
أحمد
ما انا باكل اهو ..
يلتفت الاثنان الى صوت رجل يجادل العم زكريا عن مدخل المطعم ..
المشهد 8
داخلي – داخل مطعم العم زكريا الشعبي .. مكان آخر – نهار
الرجل
يا عم زكريا مش انتو قبل اسبوع زودتوا اسعار الاكل ... هو كل يوم ..؟؟ ولا هو استغلال.؟
العم زكريا .. رجل كبير في السن ونحيل .. ويبدو هاديء الاخلاق ولطيفا ..
العم زكريا
يابني .. هو احنا بأيدنا حاجة .. ؟؟ الدقيق كل يوم بيزيد شوية .. والفول والزيت .. وانتو شايفين البلد .. بقت صعبة قوي .. ؟؟؟
الرجل يلتقط الباقي من سطح الطاولة امام العم زكريا ..
الرجل
خلاص .. خلاص .. هتقعد تديني محاضرة في الاقتصاد ..؟؟ ربنا ينتقم من الي كان السبب ..
يخرج الرجل منفعلا ..
العم زكريا يحس بقلة الحيلة .. وينزعج قليلا ..
العم زكريا
لا حول ولا قوة الا بالله .. ربنا يعديها على خير .. يارب ..
عودة الى المشهد 7
داخلي – داخل مطعم العم زكريا الشعبي – نهار
اسامة .. ينظر الى العم زكريا .. ثم ينظر الى احمد ..
اسامة
اي والله ..ربنا يعديها على خير المرحلة ديه .. الناس هتستحمل ايه ولا ايه ..؟؟
أحمد
انا نفسي .. يدوني سلطة ويقولولي .. دول تجار مواد التموين والاغنياء تحت تصرفك واعمل فيهم الي انت عايزه .. يالهوي على الي هعملوا فيهم .. دول مصاصين دماء .. مش بشر ..
اسامة
هتعمل فيهم ايه يعني ..؟؟
أحمد
انت تحمد ربنا ان انت مش واحد منهم .. دانا كنت همنع اكل الكلاب المستورد.. وكنت عملت من لحمهم اكل جديد للكلاب ..
اسامة
اسمح لي اقولك خطتك دي فاشلة . ومش هتنجح ..
أحمد
ليه بقا .. ؟؟
اسامة
لان الناس الي بتتكلم عنهم دول هم الي بيربوا كلاب في بيوتهم .. وبيأكلوها اكل مستورد .. ولو دبحتهم محدش هيبربي كلاب .. لازم تكون منطقي حتى في احلامك ..
أحمد
طيب مش مشكلة خلينا شوية ندلع كلاب الشوارع الجعانة بتاعتنا .. هأدبحهم وارمي لحمهم لكلاب الشوارع ..
اسامة
اووووف .. يا اخي كفاية.. معقولة الموضوع الي بتتكلم في ونحن بنفطر .. ؟؟
أحمد
خلاص يا عم .. مش هتكلم خالص ..
صوت حنان .. يدخل الى الكادر ..
صوت حنان
اسامة ..
يلتفت اسامة .. وبعده أحمد
اسامة لو يتوقع ان يرى حنان فيمتليء وجهه بالمفاجأة والفرح معاً ..
اسامة
اهلا .. يا حنان .. تعالي ..
تكون حنان خلال ذلك قد وصلت الى الطاولة .. وهي شابة جميلة تظر عليها علامات الترف .
حنان
صباح الخير
تبدو على عجلة قليلا ..
أحمد
صباح النور
اسامة
تفضلي افطري معانه ..
حنان
انا عارفة انك بتكون قبل ما تطلع المكتب .. واتصلك عليك ليفونك بيدي مغلق ..
اسامة
اقعدي يا حنان ..
يتفقد اسامة هاتفه النقال خلال ذلك .
حنان
لا يا اسامة لازم نروح .. سناء اتصلت بتقول في زحمة جامدة على كوبري قصر النيل .. الظهر في حادثة ولا مشكلة .. يلا نلحق قبل ما جريدة تانية تسبقنا..
اسامة ينهض خلال كلام حنان ويستعد للانطلاق ..
ينهض احمد ..
أحمد
يلا بينا ..
يضغط اسامة على كتف احمد بيده ويجلسه مرة اخرى .
اسامة
انت اقعد وكمل طبق الفول ... يا مسؤول الصفحة الرياضية . يلا يا حنان . يلا ..
أحمد
طيب يا بتوع صفحة الحوادث ..
حنان
يلا ..
يخرج اسامة وحنان من الكادر .
يمر اسامة من امام العم زكريا ..
اسامة
سلام يا عم زكريا .. الحساب عند احمد عمرو
العم زكريا
مفيش فرق يا استاذ اسامة .. ربنا معاك ..
المشهد 9
خارجي – شارع امام المطعم .. نهار
يخرج اسامة وحنان مسرعين من المطعم ..
اسامة
طيب انت استني هنا .. وانا هطلع بسرعة اجيب المصور واخليهم يطلعولنا سيارة ..
حنان
استنا انت رايح فين ..؟؟ مفيش وقت .. هيكون الموضوع راح .. هنروح بعربيتي ..
اسامة
طيب لازم يكون معانه مصور ..
حنان
يا عم وهو اخترعوا الكاميرا بتاعت الموبايل ليه .. ؟؟
اسامة
على رأيك ... يلا ..
يخرجان من الكادر ..
المشهد 10
خارجي – شوارع القاهرة .. نهار
لقطات مختلفة لسيارة حنان تنطلق بسرعة في الشوارع .. وسيارتها من ذوات الدفع الرباعي .
المشهد 11
داخلي – داخل سيارة حنان .. نهار
يرن هاتف اسامة .. ينظر الى الهاتف .. ويرد بسرعة ..
اسامة
ايوه يا سناء .. قريبين جدا هنوصل في دقيقة .. مش اكثر ..
اسامة ينصت لكلام سناء ..
اسامة
بتقولي ايه ..؟؟ !! طلع واحد عايز ينتحر ويرمي نفسه في النيل ..؟؟
اسامة ينظر الى حنان ..
حنان تنظر اليه بشيء من الدهشة سماع الخبر ..
اسامة
طيب .. في تلفزيونات ولا صحافة ..؟؟ .... طيب كويس .. خلاص خلاص وصنا ..
لقطة قريبة لوجه .. اسامة يرتبك قليلا .. وترتسم على وجهه علامات تعجب واستفهام .
اسامة
بتقولي ايه يا سناء ..!!! ؟؟ الراجل طلبني بالاسم !! طيب طيب .. بسرعة يا حنان ..
يغلق اسامة الخط مع سناء ..ترتبك عيناه وتحتار ..
حنان
قربنا يا اسامة .. بس في شوية زحمة ما انت شايف ..
يقلق اسامة .. فيدفعه الانفعال الى ان يفتح باب السيارة .. وينزل ..
اسامة
انا هسبقك يا حنان .. وقفي السيارة في اي حتّة والحقيني ..
يركض اسامة بأتجاه الجسر ..
حنان
اسامة استنى ..
يركض اسامة خلال السيارات .. ويبتعد ..
حنان
مجنون .. فعلا مجنون ..
المشهد 12
خارجي – كوبري قصر النيل – نهار
مجموعة كبيرة من المشاة مجتمعون لمتابعة المشهد .. وخلف الحشد يظهر اسامة وهو يقترب مهرولا .. باتجاه الحشد ..
تنزل الكاميرا الى مع اقتراب اسامة الى تطغى وجوه الحشد على اسامة الذي يبدأ بشق طريقه خلال الجمع الغفير .. ليصل ويلتقي في امام الازدحام بسناء ..
اسامة
سناء .. اهلا ..
سناء
اسامة .. شوف الراجل عايزك .. اي حد يقرب له يزعق ويقوله محد يقرب هرمي روحي في الماية .. انا عايز اكلم اسامة حسن ..
اسامة
طيب خليكي انت هنا ..
يبتعد اسامة عن الحشد قليلا مقتربا من الرجل الشاب الذي تسلق السور العدني للجسر.. ويريد ان ينتحر .. ولكن وجه الرجل متجه الى الجهة المعاكسة فلا يتعرف عليه اسامة ..
يتقرب اسامة .. من الرجل الشاب .. بهدوء وارتباك ..
اسامة
سلام عليكم .. انا جيت يا اخ ..
وهنا يلتفت الرجل الشاب الى جهة اسامة ..
فيعرفه اسامة مباشرة .. والدهشة رسم كل ملامحه ..
اسامة
يحيى ..!!... يحيى .. مالك يا يحيى .. ؟؟
تغرورق عينا يحيى بالدموع ويجهش بالبكاء كالاطفال ..
يحيى
اسامة .. انا تعبت يا اسامة ..
يحاول اسامة الاقتراب .. حاولة تهدأة يحيى
اسامة
انا عارف ظروفك يا يحيى .. انزل بس انت وهنحاول نحل مشكلتك ..
يحيى
ما تقربش اكثر يا اسامة .. خليك مكانك .. انا محدش يقدر يساعدني خلاص ..
اسامة
يحيى انا صاحبك .. وهعمل كل حاجة عشانك بس انزل من هناك لتوقع ..
يحيى يمسح دموعه بكتفه ..
يحيى
مهو عشان انت صاحبي .. وبثق فيك طلبت انك تجي .. وانا عارف انك انسان شريف هتوصل رسالتي للدنيا كله .. بعد ما اموت
اسامة
يابني مش هتموت ... بس انزل قبل ما يجي البوليس وهيعملولك مصيبة ..
يحيى
مش هيلحقوا يا اسامة .. مفيش حد يقدر يلحقني .. خلاص انا ميت من زمان ..
في خلفية اللقطة تخترق حنان الجموع وتتكلم مع سناء .. وتتجه حنان باتجاه اسامة .. فيلمحها يحيى ..
يحيى
خلي البنت الي وراك ترجع .. ارجعي ولا هرمي نفسي في النيل ..
يلتفت اسامة فيرى حنان ..
اسامة
ارجعي يا حنان .. ارجعي ..
حنان تقف مكانها ..
حنان
طيب .. حاضر حاضر ..
حنان تجدها فرصة جيدة للتصوير فتبدأ بتصوير يحيى .. ومعه اسامة في عدة لقطات..
اسامة
محدش هيقرب منك يا يحيى ... بس انزل .. وقولي انت عايز ايه ..
يحيى
انا هقولك انا عايز ايه بس مش هنزل ..
يقلق اسامة من كلام يحيى ..
اسامة
طيب يا يحيى .. قولي بس انت عايز ايه وهدي نفسك .. انا سماعك ..
تزداد مرارة كلام يحيى وتتعالى موجات الحزن في عينيه ..
يحيى
انا مش هقولك ايه الحكاية لان حكايتي حكاية كل مصري فقير .. يعني حكاية شعب بحاله .. حكايتي .. حكايتك .. وحكاية الكل .. انا مش قادر استمر في الحياة ..
اسامة
متقولش كده .. يا يحيى .. ربنا هيحلها .
يحيى
انا يا اسامة مش هتكلم اكثر .. انا عندي طلب واحد بس تاخذ الرسالة دي وتنشرها في الجريدة عندكم .. عشان الكل عرف قصتي بعد ما اموت ..
يمد يحيى يده في جيب بنطاله الخلفي ويخرج ورقة في ظرف رسالة ..
يسمع صوت سيارات الشرطة تقترب .. يلتفت اسامة ورائه باتجاه الصوت .. وينظر يحيى الى جهة الصوت ..
يحيى
وانا جبتك يا اسامة عشان انا واثق فيك .. وعارف انك صحفي شريف وابن راجل شريف ربانا كلنا ..
اسامة
س انزل يا يحيى وكل حاجة هتكون زي ما انت تحب ..
يحيى
فات الاوان خلاص .. مفيش امل ..
يسمع صوت .. سيارة الشرطة .. واحد رجال الشرطة ينادي ..
الصوت
انت يا له يلي عامل نفسك طرزان .. انزل احسن ما اجي انزلك بطريقتي .. عامل زحمة وقلق فوق الجسر .. انزل يللا .. وسلم نفسك ..
ينظر اسامة تجاه مصدر الصوت وعيناه وشفتاه تعتصران غضبا ..
ثم يعود وينظر الى يحيى ...
يحيى يبتسم ابتسامة سخرية تشرق من بين دموعه ..
يحيى
مش قلت لك يا صاحبي .. مفيش امل .. الرسالة دي امانة عندك ..
اسامة
يحيى .. ارجوك .. لا ..
يحيى يرمي الرسالة .. باتجاه اسامة ..
تيقط الرسالة على الارض
الصوت
هتنزل يا وله بالذوق .. ولا اجي انزلك .. ؟؟ انزل يا غبي ..
اسامة يشير الى حنان
اسامة
حد سكت الغبي .. ده ..
ينظر يحيى الى اسامة ويبتسم .. ويلتفت الى النهر
يحس يحيى بالعزم في وجه يحيى .. ونيته الانتحار فعلا ..
يركض اسامة محاولا الامساك برجل يحيى .. ولكن الاوان فات ...
اسامة يصرخ ..
اسامة
يـــــــــــــــــــــــــحـــــــــــــــــيـــــــــــــــــى !!!
تلتقط حنان صورة للقطة الاخيرة حيث كانت يد اسامة قريبة جدا من رجل يحيى وهو يقفز ..
يتحول .. الكادر الى ..
المشهد 13
داخلي – الجريدة .. مكتب رئيس التحرير الاستاذ فؤاد عبدالحق ..
لقطة للصفحة الرئيسية للجريدة .. في يد رئيس التحرير .. تظهر الصفحة الرئيسية للجريدة وعليها اللقطة وصورة عن نسخة رسالة يحيى التي اعطاها لأسامة نسمع صوت رئيس التحرير الاستاذ(( فؤاد عبدالحق)) يقرأ رسالة يحيى ..
صوت الاستاذ فؤاد
ايه قيمة الحياة لو ما توفرتش فيها ابسط مقومات الحياة .. ما ينفعش وقتها نسميها حياة .. والحياة لم ما تكونش حياة فمستحيل ان هي تكون حاجة تانية غير .. الموت .. قصتي وقصة كل مصري.. كل مصري فقير ..
قطع الى...
المشهد 14
خارجي – امام كشك صغير لبيع الصحف والمجلات – نهار
يجلس رجل كبير(( صاحب الكشك ))في السن .. وهو ممسك بنفس الجريدة ويكمل قرأة المقال من النقطة التي توقف فيها الاستاذ فؤاد عبدالحق .. ولكن صوت فؤاد عبدالحق مسموع في اللقطة ايضا .. ويتوحد مع صوت صاحب الكشك ..
صاحب الكشك +صوت فؤاد عبدالحق
كل مصري يوقف كل يوم في طابور الخبز قدام الفرن .. ساعات وساعات .. ايام وسنين ..
قطع الى ...
المشهد 15
خارجي – امام قهوة يجلس اربعة شباب الى طاولة ويقف الى جانبهم صبي القهوة .. واحدهم الشباب يقرأ نفس الجريدة ويسمع باقي الشباب .. يكمل القرأة مع صوت صاحب الكشك ومع صوت الاستاذ فؤاد .. تتوحد الاصوات الثلاثة ..
الشاب1
وتعدي السنين والسنين ونحن نفضل في نفس الطابور واقفين ..
تظهر علامات البؤس والحزن على وجوه الشباب المستمعين .. ويحرك صبي القهوة رأسه متحسرا وينظر الى الارض ..
الشاب1
والعيال في البيت جعانين .. ويكبروا العيال .. وهم بيستنوا الرغيف... ويفضلوا يستنوا وما يجيش الرغيف ..
قطع الى ..
المشهد16
داخلي .. مكتب في احدى الشركات – نهار
غرفة مكتب فيه ثلاث طاولات مكاتب .. لثلاث موظفات.. احداهن جالسة على حافة مكتبها .. وفي يدها الجريدة نفسها .. تقرأ الجريدة لزميلاتها بصوت مسموع .. ويتوحد صوتها مع مجموع صوت الاستاذ فؤاد وصاحب الكشك وصوت الشاب ومجموعة اخرى من الاصوات ..
الموظفة 1
مش عارف رجليه الي تعبت من الطابور ولا تعب الرصيف .. ثمان ساعات .. وقفت ثمان ساعات .. وما جاش الرغيف .. استنيت .. وما جاش ولا رغيف .. حسيت نفسي ضغيف .. هقول ايه للعيال برضه ننام خفيف ..
قطع الى ..
المشهد 17
داخلي – بيت الاستاذ حسن .. غرفة نوم اسامة .. نهار .
اسامة جالس على سريره وهو محتبي يضم ركبتيه الى صدره وينظر الى السقف بعينين جامدتين وهو مصدوم ... والكاميرا تصوره من الاعلى وتنزل ببطء باتجاه وجهه .. ومال زالت الاصوات المتحدة تملأ تقرأ المقال ..
الاصوات
الدنيا اسودت في عيني .. وفضلت اقول يا لطيف .. يا لطيف .. مش شايف حاجة .. غير عيال جــــــــعانة .. بتعيط من الجوع .. نشفت من عينيه الدموع .. خلاص .. خلاص .. انا مش قادر اتصـــــور نفسي داخل عليهم ومفيش .. في ايدي خبز ولا اكل .. جايبلنا لنا ايه يا بابا .. كيس مليان جوع .. لا .. لا .. ما ارجعش البيت احسن .. خليهم يعيشوا على امل ... هنتحر .. هنتحر.
د. تتوتر ملامح اسامة مع كلمة هنتحر .. والتي يتردد صداها .. في رأسه .. فيغمض عينيه ويغلق اذنيه وينزل رأسه بحركة واحد .. هاربا من الاصوات .. ومن الحقيقة المرة التي تقول ان يحيى انتحر بسبب الخبز ...
المشهد 18
داخلي – بيت والد حنان – غرفة الجلوس
حنان جالسة وهي تتفرج على حدى نشرات الاخبار التي تتحدث عن الحادثة .. والى جانبها تجلس سمر اختها التي تصغرها.. وسمر تتناول المكسرات بشراهة وصوت مرتفع بينما حنان مبتئسة وحزينة ..
المذيع يتحدث ن الحادث
المذيع
وقد تمكن من مراسلنا محمد يوسف من اجراء مقابلة مع الصحفي اسامة حسن الذي كان احد ابطال قصة انتحار يحيى مرزوق .. من على كوبري قصر النيل ..
ينتقل الخبر الى التعليق ..
سمر تنتبه بحماس عند سماع اسم اسامة .
سمر
بصّي .. هيطلعوا اسامة ..
حنان ايضا حزينة ومكتئبة .
حنان
هيطلعوا ايه ؟؟ مهو ما قالش حاجة .. كان مصدوم من الموقف. وكلنا تصدمنا ..
سمر
بس خلينا نشوف هيقول ايه.
تنتقل نشرة الاخبار الى اللقاء الذي اجراه المراسل مع اسامة .
المراسل
استاذ اسامة انت كنت تعرف الشاب الي انتحر؟؟
تتحرك كاميرا التقرير الى اسامة الذي يبدو اسامة حزينا جدا .. وهو مبلل وملتف ببطانية .. يبدو انه قفز وراء يحيى .. يحرك اسامة رأسه وهو منهار كليا دون ان ينطق بكلمة واحدة ..
سمر تحدث حنان بحماس ..
سمر
ده زي القمر ما شاء الله ..
حنان تنظر اليها بغضب
حنان
انت هبلة يا بنت يا سمر ولا ايه .. الدنيا بتتكلم في ايه وانت بتكلمي في ايه ..
سمر تحاول ان تستفز حنان ببرودها ..
سمر
ايه ..؟؟ يعني انت تقدري تنكري ان هو زي القمر .. ؟؟
تثور حنان .. وتحمل احدى وسائل الكنبة التي تجلس عليها .
حنان
قومي يا متخلفة .. امشي من هنا .. يلا قومي ..
تهرب سمر من جنب حنان وتقف بعيدا عنها ..
سمر
انت مالك ..؟؟ زعلان عشان هو احلى منك .. وزي القمر .. انت مفروسة ليه ..؟؟
ترمي حنان المخدة فصيب وجه سمر ..
سمر
آه يا مجنونة .. والله لوريكي ..
سمر على وشك ان تهجم على حنان .. حين يدخل والدهما الدكتور عبدالواحد .. خارجا من غرفة نومه .
بصوت حنون ومداعب يخاطب بناته مستفسرا عن سبب صراخهن ..
د. عبدالواحد
ايه يا بنات .. في ايه مالكم .. ؟؟ هتضربوا بعض زي لما كنتو عيال صغار .. ؟؟ مالكم ؟؟
سمر
مهو .. مهو هي الي بتضربني بالمخدة بتاعت الكنبة ..
حنان
خليها تقولك ليه ضربتها يا بابا .. يلا قولي ..؟؟
سمر
انا .. مهو .. مهو ..
حنان
متقولي يا لسانين .. ايه القطة اكلت لسانك .. ؟؟
يخفي الدكتور عبدالواحد ابتسامته بسبب ظرف بناته .. ولكنه يمثل الجدية والحزم
د. عبد الواحد
ما تتكلمي يا سمر .. انت مرتبكة كده ليه ..
سمر
لا يا بابا .. انا .. انا .. مش مرتبكة..
حنان
انا هقولك يا بابا ..
يزداد ارتباك سمر .. فحاول ان تشتت انتباه والدها عن الموضوع
سمر
بابا .. بص عالتلفزيون .. انت شفت الانتحار الي حصل النهاردة .. ؟؟
تشير سمر بيدها الى التلفاز .. وتحاول لفت انتباه والدها الى التلفاز .. فينتبه الدكتور الى التلفزيون ..
د. عبد الواحد
اي انتحار ؟؟ .. لا ما سمعش ..
تستغل سمر الفرصة فتسحب والدها من يده وتجلسه على الكنبة وتجلس جنبه ..
سمر
ازاي ..يا سي بابا مسمعتش .. دي مصر كلها مصدومة ومشغولة بالخبر ده ..
د. عبدالواحد
ومين الشاب ده .. هو الي انتحر .. ؟؟
سمر
ده واحد صحفي شكله مش حلو ابدا .. وحش خالص .. مش كده ؟؟
د. عبدالواحد
لا بالعكس ... ده وسيم جدا ...
تلتفت سمر الى حنان . وتخرج لسانها .. مستفزة وفرحة لان والدها ايدها ..
تضحك حنان رغم حزنها .. وتحرك رأسها يائسة من دهاء سمر ..
سمر
روحي يا بنت يا حنان .. اعملي قهوة للاستاذ بابا .. وانا عايزة عصير ..
تتعصب حنان وتهدد سمر بيدها ..
فتحاول سمر ان تحصل على تصريح والدها ..
سمر
انت مش عايز تشرب قهوة يابابا .. يا حبيبي ..؟؟
الوالد مشغول بالتلفزيون .. فيلتفت الى سمر ..
د. عبدالواحد
ايوة يا ريت .. بس بشرط ان حنان .. هي الي تعملها .. مش انت ..
سمر تتصنع الحزن
سمر
ولو كان نفسي انا الي اعملك القهوة بيديا .. بس يلا مفيش فرق .. مهي حنان برضه زي بنتك
يضحك الدكتور عبدالواحد من خفة دم سمر ..
د. عبدالواحد
هههههههه .. يا بنت انا عايز اعرف بس انت جايبه اللسان ده منين ..؟؟؟ انت ايه جنية .. ؟؟
سمر
يلا يا حنان معليش هنتعبك .. استحملينا ها ..؟؟
حنان
حاضر .. يا هانم .. حاضر ..
تخرج حنان الى المطبخ ..
سمر
بص يا بابا .. شفت اسامة ده زميل حنان في الجريدة ..
المشهد 19
داخلي – بيت الاستاذ حسن – الصالة
يكتمل التقرير من تلفزيون بيت الاستاذ حسن ..
المراسل
طيب يا استاذ اسامة بس قلنا اي كلمة لو سمحت .. انت نطيت ورا المرحوم .. وما همكش حاجة .. انت ما كنتش خايف ... ؟؟
ينظر اسامة الى المراسل بعين حادة ..
المراسل
طيب مش هترد برضه .. هل صحيح .. انك شتمت احد ضباط الشرطة وقلت له يا غبي ..؟؟
امام التلفاز ... تلطم ام اسامة عيشة لطمة واحدة لسماعها هذا السؤال ..
اسامة
هو ده الي همّكم .. ؟؟؟ عن اذنك ..
اسامة يخرج من كادر تصوير التقرير .. منفعلا ...
يحاول المراسل ان يتدارك احراجه
المراسل
وكان المرحوم يحيى مرزوق قد مات بسبب ارتطام رأسه بقاعدة احدى دعامات الجسر الخرسانية مما ادى الى حدوث جرح في جمجمته وتلف جزء كبير من الدماغ ..
ينتهي التقرير .. وتعود الكاميرا الى الاستوديو ..
عيشة جالسة ,لكنها لا تتابع الاخبار الان .. فكرها شارد .. وهي قلقة على اسامة .. وخلال ذلك
يفتح الباب .. ويدخل الاستاذ حسن وهو عائد من المسجد بعد صلاة العصر حيث صلوا صلاة الميت على جثمان يحيى ..
استاذ حسن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيشة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
يدخل الاستاذ حسن ويجلس قرب عيشة .
عيشة
رجعت بدري يعني يا حاج ..ما رحتش معاهم الدفنة؟؟
استاذ حسن
لا والله صلينا عليه المسكين .. وحسيت نفسي تعبان شوية فاعتذرت من الحاج مرزوق ابوه .. هروح لهم بالليل اقعد معاهم في العزا ان شاء الله ..
عيشة
الله يرحمه برحمته الواسعة .. يا رب
استاذ حسن
أمين يا رب العالمين ..
عيشة
بس خش .. على ابنك وشوفه ..قافل على نفسه من الصبح .. ومبيكلمش حد ..
استاذ حسن
انا بقول نسيبه دلوقت .. هو محتاج يقعد لوحده شوية .. الموضوع كان صعب عليه .. وكله حصل قدام عينه ..
عيشة
يا ظنايه .. انا خايفة عليه قوي ..
يبتسم الاستاذ حسن ابتسامة واثقة ليشجع زوجته ..
استاذ حسن
ما تخافيش على ابنك يا عيشة .. انت عارفة انه راجل ..
عيشة
الله يحفظه لينا ويبارك فيه يا رب .. يا رب ..
يربت الاستاذ حسن على كتف عيشة مطمئنا ..
المشهد 20
داخلي – بيت الاستاذ حسن – غرفة نوم حسن .
اسامة جالس على سريره وقد ضم ركبتيه الى صدره وجبينه مسند الى ركبتيه ..
بعد ثوان يرن هاتفه الجوال .. يرفع رأسه ببطء وينظر الى الهاتف بقربه .. ثم يلتقطه وينظر اليه ..
يفكر قليلا قبل ان يرد ... ثم يرد .. لكنه لا يتكلم لثوان ..
يسمع صوت حنان من خلال سماعة الهاتف تنادي ..
صوت حنان
اسامة .. اسامة .. الو .. الوو..
يطلق اسامة تنهيدة عميقة وثم يرد
اسامة
اهلا يا حنان .. الحمدلله ..
يمسك رقبته بيده الاخرى ويرفع رأسه الى الخلف يبدو ان رقبته قد تشنجت ..
اسامة
الحمدلله على كل شيء ...
قطع الى
المشهد 21
داخلي – بيت والد حنان – غرفة نوم حنان
حنان جالسة على تتمشى في الغرفة .. وتحدث اسامة في الهاتف ..
حنان
الحمدلله .. ولا اعتراض على حكم الله .. بقولك يا اسامة الاستاذ فؤاد .. اتصل وكان بتطمن عليك .. وبيقول انك ما بتردش على تليفونك ..
عودة الى
المشهد 20
اسامة
وكان عايز ايه..؟؟ ما كنا مشغولين في المصيبة الي كنا فيها ....
عودة الى
المشهد 21
حنان
كان عايز يهنيك ويشكرك على الشغل الموضوع التي كنت البطل بتاعه نزل في الجريدة ..
عودة الى
المشهد 20
اسامة
بس الموضوع مش انا الي عملته .. انت الي عملتيه ..
يسمع صوت حنان من سماعة هاتف اسامة .
صوت حنان
انا وانت واحد يا سيدي .. انت الي كنت بطل القصة وكان لازم تنزل باسمك .. انا كفاية عليه ان انكتب تصوير .. حنان عبدالواحد ..
قليلا تبتهج سرائر وملامح اسامة .. اعجابا بتفاني حنان ..
اسامة
بس .. يا حنان .. انا كنت اتمنى ان الموضوع ما يطلع في الجريدة .. يعني مراته وابــــــوه هيتعذبوا لما يشوفوا الموضوع ويقروا رسالته في الجريدة .. حرام الي بنعمله فيهم .. يعني مش كفاية ابنهم يحيى راح .. كمان تنزل صورته وهو بيموت وكلامه الاخير في الرسالة ..
عودة الى
المشهد 21
حنان
بس ما تنساش وصية يحيى يا اسامة دي كانت رغبته .. ان رسالته توصل لكل الناس وانت وصلتها .. وانت كنت عند حسن ظن يحيى .. وكنت امين ووصلت الرسالة بتاعته لكل الناس . بعدين يا اسامة لازم تشد حيلك ده شغلنا .. ونحن كل يوم بنتعرض وهنتعرض للمواقف دي ..
عودة الى
المشهد 20
اسامة يقتنع قليلا ..
اسامة
كلامك مضبوط .. بس المشكلة انه يحيى كان واحد من الناس الي بحبهم جدا .. كان انسان مثقف وبيقرا كتير فكنت احب اتناقش معاه لما كنا بنقعد في المكتبة القديمة بتاعتهم .. الله يرحمه كان عنده افكار واراء جميلة ..
تنزل دمعة من عين اسامة .. وتنزلق فوق خده وهو فيغمض عينيه ..
اسامة
الله يرحمك يا يحيى .. الله يرحمك ..
عودة الى
المشهد 21
حنان
الله يرحمه .. بس خلي بالك يا اسامة واعرف ان كلنا محتاجينك .. والجريدة محتاجة لجهدك .. وكمان عشان خاطر ماما وبابا الي مالهمش غيرك ما تعملش كده في نفسك .. دول محتاجينك اكثر من اي حد تاني .. ما تقلقهمش عليك ..
عودة الى
المشهد 20
يبتسم اسامة بعد ان يطلق تنهيدة .. لان الحوار مع حنان قد اراحه جدا .. ويمسح دمعته بيده .
اسامة
بصراحة الكلام معاكي ريحني خالص وهون عليه .. متشكر جدا يا حنان ان كنت محتاج اكلم حد واشكيله .. انا مش عارف اشكرك ازاي ..
عودة الى
المشهد 21
حنان
لا تشكرني .. ولا اشكرك .. يا سي اسامة .. انا بس عايزاك تشد حيلك .. وتكون قوي وترجع لشغلك وما تحرمش حد من وجودك ..
تبتسم حنان لانها تسمع صوت اسامة وهو يقول
صوت اسامة
خلاص اوعدك ان كل ده يحصل .. ومن بكرة الصبح ..
هنا يفتح باب غرفة حنان .. وتدخل سمر رأسه وكأنها كانت تسترق السمع ..
وخلال ذلك تكون حنان على وشك انهاء المكالمة مع اسامة .. وتلتفت الى سمر بعد ان شعري بوجودها في الغرفة ..
حنان
خلاص أشوفك بكرة ان شاء الله ... لا اله الا الله ..
تنهي حنان الاتصال مع اسامة وتلتفت الى سمر .. التي تقف ورائها .. وتضع يدها على خصرها .. شبه متوعدة ..
حنان
نعم خير .. يا ست سمر .. ؟؟ وليه داخلة الاوضة كده زي الفار الي جاي يسرق حاجة ..؟؟
سمر تصطنع الجدية .. فترفع ذقنها الى اعلى ..
سمر
مين الي كنت بتكلميه ... في التليفون .. ؟؟ ردي بسرعة ..
حنان
وانت مالك يا مفعوصة انت .. ؟؟
سمر
انا مفعوصة .. ؟؟؟
حنان
طبعا مفعوصة وستين مفعوصة ..
تغير سمر نبرة صوتها لتثير المرح
سمر
يعني انت قصدك .. واحد وستين مفعوصة ..؟؟
تفاجأ حنان بهذا الرد .. وتحاول ان تفهم ..
حنان
انت عبيطة يا بت .؟؟؟
سمر
لا انا واحد وستين مفعوصة .. مش انت قلتي مفعوصة وستين مفعوصة .. ؟؟ يبقة واحد وستين مفعوصة ..؟؟
حنان
يا رايقة .. انت ..
سمر
يا لذيذ يا رايق .. سفن اب ..
حنان
اللهم طولك يا روح ...
سمر
يطولها اطول من كده .. ده انت دماغك كانت هتخبط في السقف ..
حنان
ايه الحظ ده يا ربي .. انت طلعتيلي منين يا بنت .. ؟؟
سمر
روحي اسئلي باباكي .. انا ماعرفش حاجة .. بعدين فين القهوة بتاعت الراجل .. كده تطلعي مش قد المسؤولية قدام عين الراجل .. يبعتك تعملي قهوة ..اجي الاقيكي بتعاكسي الشباب الحلوين في التليفون ..
حنان
انا بعاكس شباب ..؟؟!! ده زميل في الشغل ..
سمر
ما انا عارفة .. واسمه اسامة .. زي اسم الحلو الي كان طالع في التلفزيون ..
تثور حنان .. وترفع يديها المتوترتين في وجه سمر .. كانها تريد خنقها ..
حنان
يعني اعمل فيكي ايه ..؟؟؟ عشان تسكتي شوية ..؟؟
سمر تهرب بعيدا عنها باتجاه الباب ..
سمر
يالهوي الولية تجننت .. هتموتني ..
يسمع صوت الدكتور عبدالواحد من خارج الغرفة ..
صوت د.عبدالواحد
فين القهوة يا بنات ...؟؟
سمر
فين القهوة يا بت ..؟؟ ردي ..
حنان تركض باتجاه سمر فتهرب سمر خارج الغرفة ..
حنان
طب استني والله لنا مورياكي ..
تغلق سمر الباب ورائها .. فلا تتمكن حنان من اللحاق بها .. فتقف عند الباب ..
المشهد 22
داخلي – الجريدة مكتب فؤاد عبدالحق رئيس التحرير – نهار
الكاميرا تصور فؤاد من خلال باب زجاجي مكتوب عليه بشكل انيق (( رئيس التحرير ))
فؤاد مشغول بكتابة شيء معين على ورقة ..
تنتقل الكاميرا الى داخل مكتب فؤاد لقطة اقرب .. ما زال يكتب فؤاد ..
يرن هاتف مكتبه ..
يرفع فؤاد السماعة ..
الاستاذ فؤاد
ايوه يا ازهار .. كلهم موجودين . واسامة موجود ؟؟ حضرتي كل حاجة في غرفة الاجتماعات؟ طيب انا جاي حالا ..
يضع فؤاد سماعة الهاتف ويقوم من مكتبه ويلتقط الجاكيت الذي كان على ظهر الكرسي ويرتديها .. فيبصبح ظهر الجاكيت على الكاميرا فتتغطى اللقطة بلون جاكيت فؤاد ..
قطع الى
المشهد 23
داخلي – مكتب الجريدة – غرفة الاجتماعات – نهار
لقطة قريبة لجاكيت فؤاد .. فلا يلاحظ الانتقال بين المشهدين ..
يسمع صوت فؤاد وهو خاطب الصحيفيين والمحررين في الجريدة .
صوت فؤاد
وقبل كل حاجة .. انا باسمكم جميعا .. اقدم التعازي لزميلنا العزيز اسامة حسن ..
خلال الكلام تتحرك الكاميرا من خلف فؤاد فيطهر الجميع جالسين حول طاولة الاجتماعات .. يبدو سامة حزينا .. وحنان الى جانبه .. وأحمد عمرو وسنية .. والباقون ..
يكمل فؤاد كلام ..
الاستاذ فؤاد
وحابين نقول البقية في يا اسامة .. وكلنا لام نكون فخورين بيك لانك مثال للصحفي المخلص .. لانك دائما متميز وبتصور احداث واخبار مميزة .. وكمان مثال لانسان الشجاع والمضحي وده الي خلاك ترمي نفسك ورا المرحوم يحيى .. وتحاول تنقذه .. كلنا فخورين بيك .. كصحفيين وكزملاء ...
يبدو ان اسامة احس بالاحراج من المديح والكلام اللطيف .. فأراد ان يعلق على كلام فؤاد . .
اسامة
لو سمحت لي استاذ فؤاد .. انا حابب اقول كلمة ..
الاستاذ فؤاد
تفضل .. تفضل ..
اسامة
طبعا اني في البداية احب اشكر كل الزملاء وعلى راسهم حضرتك للتعازي الي فعلا هونت عليه الكتير من صدمة فقدان انسان عزيز عليه ... بس حاب اقول لكم حاجة .. لازم الكل يعرفها .. ان مـــــش انا صاحب السبق الصحفي الي تعمل .. الزميلة حنان كان ليها دور كبير او الدور الاساسي في الــــموضوع كله .. هي الي بلغتنا بالخبر .. ورحنا بسيارتها .. وصورت بكاميرا المــــــــوبايل بتاعها .. اعتقد لو في حد فعلا لازم نشكره فهتكون الزميلة حنان عبدالواحد ..
لقطة لوجه حنان وهي مرتبكة قليلا ..
لقطة لوجه احمد عمرو غير فرح بطريقة كلام اسامة عن حنان ..
اسامة
ده كل الي عندي .. وغير ده انا ما عملتش غير واجبي كصحفي .. وواجبي تجاه الناس .. انا ما نطيتش ورا يحيى لانه صاحبي .. لو كان اي واحد تاني .. كن حاولت انقذه من الغرق ..
الاستاذ فؤاد
الموقف ده مش غريب عليك . يا اسامة .. انت معروف بين زايلك حبك ليهم واخلاصك لشغلك ولعلاقاتك بالكل .. شان كده وبعد مشاورات مجلس ادارة الجريدة .. ولان الخبر بتاع امبارح الي طلع في العدد المسائي من جريدتنا .. والتقرير المصور والتفاصيل الي طلعت في العدد الصباحي بتاع النهادرة سبب اعلى نسبة مبيعات من يوم تأسيس الجريدة . صدر قرار بتعيينك مسؤول لصفحة الحوادث .. ولان الاستاذ حسنين كمان لسه هيغيب كثير عشان العملية الي عملها .. هتمسك منصب مسؤول صفحة المحليات مؤقتا ..
اسامة يتفاجأ بالقرار .. وحنان مبتهجة ..
اسامة
انا ..؟؟!!
يبتسم فؤاد لدهشة اسامة ..
الاستاذ فؤاد
طبعا .. ومش بس كده .. في مكافأة خمس ألاف جنيه .. تقديرا لجهدك .. وكمان الانسة حــــنان ليها مكافأة ثلاث الاف جنيه .. تقدروا تعدوا اي وقت على المحاسب وتستلموها .. و مــــــحدش عنده حاجة .. انا لازم ارجع لمكتبي .. واسيبكم تباركو لاسامة المنصب الجديد .. الف مبروك يا اسامة ..
ينهض فؤاد ويصافح اسامة .
الاستاذ فؤاد
الف مبروك يا اسامة ..
اسامة
الله يبارك فيك يا استاذ فؤاد .. انا متشكر قوي .. بس دي مسؤولية كبيرة ..
فؤاد يصافح حنان ايضا ..
الاستاذ فؤاد
وانت قدها وقدود يا بطل ....مبروك يا حنان ..
حنان
الله يبارك فيك يا افندم ..
يخرج فؤاد .. ويترك الزملاء يهنئون اسامة وحنان ...
يسلم احمد عمرو على اسامة ويحظنه
احمد
الف مبروك يا اسامة .. تستاهل والله ..
حنان
مبروك يا استاذ اسامة
اسامة
استاذ .. ؟؟ استاذ مرة وحدة ... دا انت الي استاذة .. متشكر يا حنان على كل حاجة ..
حنان
تشكرني على ايه يا اسامة..
سنية تصافح اسامة ..
سنية
الف مبروك يا اسامة .. تستاهل كل خير والله ..
اسامة
الله يبارك فيكي يا سنية .. متشكر ..
احمد يتكلم بتفاؤل كبير ..
أحمد
طبعا انتوا الاتنين مش هتروحوا النهاردة الا لما تعزمونا على غدوة معتبرة ..
يحاول استفزازه
اسامة
من عينيه الفول بتاع الم زكيا مسنيك تحت ..
تنصدم تعابير وجهه بكلام اسامة ..
أحمد
يعني واحنا مفلسين ناكل فول .. ومعانه فلوس برضه ناكل فول ..
حنان تتدخل لتزيد المرح .. وجو الفكاهة ..
حنان
ايه قصدك معناه فلوس .. احنا الي معانه فلوس انا واسامة .. انت ميش معاك حاجة ..
احمد يتكلم باسلوب مسرحي ليعبر عن معاناته ..
أحمد
ده الي انت فالحة فيه يا ختي .. يا ربي ..يعني البنت دي غنية وعلى قلبها فلوس قد كده وكمان تاخذ مكافآت .. ؟؟ ليه يا رب ..؟؟
حنان
عين الحسود فيها عود .. ده هيحسدنا ..
اسامة
لا ما تخافيش هنضحك عليه بغدوة صغيرة ومش هيحسد حد .. ده طيب وعلى نياته ..
احمد
شفتي .. شفتي .. الاستاذ اسامة .. مسؤول صفحة الحوادث .. هيعزمنا على الغدا مش زيك .. يا بخيلة ..
حنان
انا كمان هعزمكو بس مش دلوقت ..
احمد يتفائل ويبتسم بمبالغة مضحكة لحنان
احمد
امال امتا ..؟ نخليها بكرة ..؟؟
حنان
لما نصور موضوع انتحارك انت .. وناخذ المكافأة بتاعت الموضوع .. هعزمك ومن عينيه .. وفي احلى مطعم ..
يضحك الجميع ما عدا احمد
تتبرم شفتا احمد
احمد
قصدك في احلى ميتم .. يا مفترية ..
يضحك الجميع واحمد ايضا يضحك معهم ..
المشهد 23
داخلي – بيت الاستاذ حسن .. الصالة – نهار
الاستاذ حسن وعيشة .. جالسان الى طاولة السفرة .. يأكلان الكباب الذي احضره اسامة معه ..
الاستاذ حسن يكلم اسامة بصوت مرتفع .. لان اسامة عند المغسلة يغسل يديه بعد ان تناول الغداء ..
الاستاذ حسن
بس ما قولتليش.. يابني ..
اسامة
نعم يا بابا ..؟؟
الاستاذ حسن
هيزودولك المرتب ..بعد الترقية دي ..؟؟
اسامة
اكيد يا بابا .. ده شيء طبيعي ..
الاستاذ حسن
الحمدلله .. ربنا يرضى عليك يابني زي ما انا وامك راضيين عنك ..
يظهر اسامة قادمة من جهة المغسلة والحمام .. وهو ينشف يديه بالمنشفة ..
اسامة
يا بابا .. ده كله بفضل دعواتكم ورضاكم انت وماما ..
عيشة
ربنا يبعد عنك ولاد الحرام يابني.. وينورلك طريقك يا رب..
اسامة
الله .. احلى دعوة سمعتها في حياتي .. ربنا يخليكم ليه يا رب .. بقولك يا حاج ..
الاستاذ حسن
نعم يابني ..
اسامة
انا عايزاستأذنك تودي الفين جنيه من فلوس المكافأة للعم مرزوق .. عشان مصاريف العزا وعشان ولاد المرحوك يحيى ..
يبتسم الاستاذ حسن ..
الاستاذ حسن
اصيل يا ابني .. وطول عمرك صاحب واجب .. ربنا يطول عمرك .. دول هيفرحوا قوي .. دول حالتهم صعبة ..
اسامة
الله يهون عليهم مصيبتهم .. ويصبر قلوبهم .. طيب يا جماعة انا هخش اريح ساعة .. عشان دوام المسا ..
عيشة
ربنا يعينك يابني .. يعني مش هتشرب الشاي ؟؟
يرد اسامة بهدوء ولطف ..
اسامة
لا يا ماما .. تعبان عايز انام شوية .. عن اذنكم ..
عيشة
يا حاج كفاية .. مش كويس عشان قلبك يا خوية ..
الاستاذ حسن
يا ستي هو احنا كل يوم بناكل كباب .؟؟ كلي .. كلي ..
المشهد 24
خارجي – الشارع في الحي الشعبي – امام الفرن – نهار متأخر
الناس يقفون في طابور طويل .. وبطيء الحركة الوجوه ممتعضة وجائعة وحزينة في الطابور.
يمر اسامة واحمد خلف الطابور الطويل ويستوقفهم مشهد الناس للحظة .. يصمتان للحظة .. ثم يسيران تاركين الطابور خلفهم ..
اسامة
الناس هتعدي موضوع الخبز ده على خبر .. يا أحمد ..
أحمد
الناس دمها بيغلي .. ربنا يستر من الجاي ..
اسامة
الناس ممكن تسامح في اي حاجة الا في لقمتها ..
يصمتان للحظة ثم يحاول أحمد تغيير جدية الموضوع ..
أحمد
انت هتنزل في الجريدة .. ولا تروح معاية الاستاد ..؟؟
اسامة
اروح الاستاد اعمل ايه .. ؟؟
أحمد
ما تعملش حاجة انا هغطي المباراة واعمل موضوع وانت تتفرج.
اسامة
لا يا حبيبي .. انا لازم اروح الجريدة عندي شغل لازم يستلم للطباعة ..
أحمد
طبعا يا سيدي .. لازم تروح تشوف الجو ..
اسامة
اي جو الي هشوفه .. ؟؟
احمد
حنان يا سيدي حنان .. الي واكله عقلك ..
اسامة
حنان ..!!
هنا يصلان الى سيارة أحمد ..
أحمد
هتنكر يعني .؟؟. أطلع .. اطلع
يركب أحمد في السيارة
لكن اسامة يهيم مع اسم حنان ويفكر .. ويضع يده على سطح السيارة ويقف دون ان يركب لان مخه انشغل بذكرى حنان .. يبدو ان كل العلامات تشير الى تعلقه بحنان .. وتعلقها به ..
من خلال الشباك احمد ينزل رأسه ليرى اسامة ..
أحمد
ايه يا سي اسامة .. خلاص هتبقى مجنون حنان .. وتهيم .. وقل شعر فصيح .. اطلع يا بني . خليني الحق الماتش ..
ينتبه اسامة الى وجود أحمد ..
اسامة
ايوة .. ايوة ..
يركب اسامة ايضا في السيارة ..
أحمد
يا عيني .. يا سلام عالدنيا وحلاوتها بعين العشاق ..
المشهد 25
داخلي – سيارة احمد – نهار
أحمد ما زال يغني ..
أحمد
يا سلام . يا سلام على حلاوتها ..
خلال غناء أحمد يكون اسامة هائما .. ولكن احمد يفع صوته بشكل بشع
أسامة
دماغنا يابني .. ارحمنا الله يخليك .. يغلق اذنيه ...
أحمد
مش هسكت .. لحد ما تعترف انك بتحبها .. ومن همسة حب لقيتني بحب ..
اسامة
يا عم أحمد الله يخل